روى البخاري في صحيحه عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: " قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه (أي إلى مكة)فقال المشركون: يقدم عليكم وقد وهنتهم حمّى يثرب. فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يرملوا الأشواط الثلاثة وأن يمشوا بين الركنين، ولم يمنعه أن يأمرهم أن يرملوا الأشواط كلها إلا الإبقاء عليهم " والرمل هوالهرولة مع تقارب الخطى، وكان هذا في عمرة القضاء حيث أخلى المشركون مكة وخرجوا إلى الجبال يراقبون المسلمين، ظانين أن حمّى يثرب وهنتهم، فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يرملوا ليعلم المشركون أن المسلمين في أوج قوتهم ولياقتهم البدنية. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول للمسلمين " رحم الله امرءاً يريهم اليوم من نفسه قوة " ومن ثم أصبح الرمل في الطواف سنة للرجال ثابتة.
وقد كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يتسابقون على الأقدام ويتبارون في ذلك والنبي صلى الله عليه وسلم يقرهم كما سابق النبي صلى الله عليه وسلم زوجته عائشة كما تروي لنا رضي الله عنها: " أنها كانت على سفر فقال لأصحابه تقدموا، ثم قال تعالي أسابقك، فسابقته فسبقته على رجلي، فلما كان بعدخرجت معه في سفر، فقال لأصحابه تقدموا، ثم قال تعالي أسابقك، ونسيت الذي كان وقد حملت اللحم، فقلت يا رسول الله كيف أسابقك وأنا على هذه الحال، فقال لنفعلن، فسابقته فسبقني، فقال: هذه بتلك السبقة "، وفي رواية أخرى قالت: " سابقني رسول الله صلى الله عليه وسلم فسبقته فلبث حتى أرهقني اللحم فسابقني فسبقني فقال: هذه بتلك ".
وعن عبدالله بن الحارث قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصف عبد الله وعبيد الله وكثيراً ما يقول: من سبق فله كذا، فيستبقون على ظهره وصره فيقلبهم ويلزمهم ".
والجري هو الرياضة الطبيعية بعد المشي. والفرق بين المشي السريع والجري، أن خطوة
الجري فيها لحظة طيران يكون فيها القدمان في الهواء. وقد أثبتت الدراسات الطبية أن رياضة
الجري تزيد نسبة الكريات الحمراء والبيضاء وخاصة بعد
الجري لمسافات طويلة. وإن المواظبة على
الجري تؤدي إلى خفض نسبة الدهون والكولسترول في الدم وإلى تقوية عضلة القلب وانتظام ضرباته، وإلى تحسن القدرة التنفسية وزيادة التهوية الرئوية. كما تفيد في إزالة حالات القلق والتوتر النفسي وتجعل النوم طبيعياً وعميقاً، مما يعطي البدن الراحة الكبرى.