مقـالات
23-01-2008
الأخوة البنغاليون.. رجاء هدوا اللعب!!
فهد الحوشاني
العاصفة الهوجاء التي تقودها العمالة البنغالية لتنظيف البلد من الحديد شملت بحسب تقرير الزميل سعود الشيباني الذي نشر يوم الجمعة الماضي حاويات لأمانة مدينة الرياض وعيون قطط ولوحات طرق وأغطية تصريف المياه وكيابل وأسطوانات غاز سرقت من (مستشفيات) حكومية وأسلاك كهربائية سرقت من شركة الكهرباء وتقدر بآلاف الأطنان. وبحسب التقرير فإن العمالة البنغالية تمثل 90% ممن يعملون في هذا المجال! التقرير أوضح أن الأجهزة الأمنية ضبطت مخالفات أخرى تتمثل في شاي وشامبو مغشوش وبيض مجهول المصدر وأجهزة تمرير مكالمات.. ويتضح من طبيعة هذه النشاطات معرفة كم هي بعض العمالة مفيدة لنا ونحتاجها لتساعدنا على تنفيذ خططنا التنموية! ولا يمكن التكهن بعدد الأطنان التي استولى عليها الأخوة البنغاليون بطرقهم (الخاصة) وباعوها لمحلات السكراب المتعاونة معهم خلال الأعوام السابقة، ولا يمكن أيضا أن نبخسهم حقهم؛ فهم قد ساهموا في نظافة الرياض من كل شيء يصدأ سواء في شارع أو استراحة أو دائرة حكومية! فلم نعد نشاهد سيارة تالفة ولا كيبلاً ولا لوحة أسقطها الهواء إلا تلقفتها أيادٍ ماهرة ونشيطة تقوم بتغيير معالمها ثم تبيعها وزنا لمحلات السكراب التي تعمل حتى الآن بلا ضوابط. ولعل الأمانة تضع الاحتياطات اللازمة للسيطرة على نشاطها ومراقبته!
وأتساءل: إذا كان الأخوة البنغاليون فعلوا ذلك وغيره الكثير مما تطالعنا به الصحف من أنشطة تخصصوا بها وعددهم مليون ونصف! فماذا عسانا سنواجه من المليون والنصف الذين سيحلون علينا ضيوفاً عما قريب، كما صرح بذلك سعادة السفير البنغالي؟
والمشكلة أنهم سيأتون وليس لدينا الحديد الكافي لتتوافر لهم فرص العمل المناسبة! كيف سنواجه ذلك الطوفان البشري؟
وما هي الاستعدادات التي لدى الأمانة والأجهزة الأمنية لمواجهة نشاطات ثلاثة ملايين شخص ستكون نسبة كبيرة منهم مهيأة للمساهمة في أنشطة غير مرغوب بها؟! القادمون الجدد أتمنى أن يفكروا باختيار بلد آخر؛ فالأجواء عندنا باردة جداً كما هي هذه الأيام، وقد لا تتناسب معهم.
وإذا كانوا مصرين على القدوم لمشاركة أخوة لهم فأنا أقترح عليهم بألا يختاروا نفس النشاط، أي عليهم أن يتخصصوا بغير (الحديد)؛ لأن من سبقوهم قاموا بالواجب وزيادة؛ فلم يتبق حديد إلا ما هو داخل جدران بيوتنا، ولو أصروا على أخذه فربما سقطت بيوتنا على رؤوسنا، وهذا بالتأكيد لا يرضيهم! لذلك فهم يحتاجون إلى مكاتب متخصصة لتقديم نصائح لهم، وربما عمل دراسة جدوى اقتصادية قبل بداية أنشطتهم في مدننا!
والعمالة البنغالية لا تقصر نشاطاتها على بلدنا؛ فقبل فترة وبحسب صحيفة الاقتصادية احتفلت الكويت برحيل آخر بنغالي، وكانت سويسرا قد فعلت ذلك قبلها. ومن وجهة نظري فإن الأخوة البنغاليين يستحقون أن نحتفل بتوديع آخر واحد يغادرنا منهم، على أن يكون احتفالاً يتناسب مع أهمية الحدث. فهل سيكون ذلك اليوم قريباً؟ أتمنى ذلك!!